الأحد، 23 يوليو 2017

الفصل الثالث ؛ الدلالة

في القضايا وأحوالها
.
أنهينا في الفصل الأوّل من هذا الكتاب في بيان أحوال المفرد فبيّنا في الفرد متى يكون ذاتيّ للشيء ومتى يكون عرضيٌ وإذا كان هو ذاتيّ فهل هو تمام حقيقة الذات أم جزؤها، وإن كان عرضيًا فهل هو عرضي عام أم خاص وهذا كلّه قد تقدّم في الدروس السابقة فليراجع ، والكلام فعلًا الآن في أحوال (المركّب) وهو الأهم، لأن المنطقيّ يريد ميزان ليعرف الصحيح من الخطأ، والصواب والخطأ من أحكام المركبات وخصوصًا الجمل الخبرية 
-
الدلالة
-
قال المحقق الطوسي (رحمه الله) : وجود الشيء في الكتابة بحسب الأغلب يدلّ على وجوده في العبارة ...
-
بيان ذلك : لدينا وجود (مكتوب) وعندنا وجود (لفظي)، فيعني أن وجود الشيء في الكتابة يدّ على الوجود اللفظي لكن ليس بالضرورة ، فمثلًا لو رسمنا هذه الرسمة ◻️ فهذه تدلّ على الوجود اللفظي لها ألا وهو (المربع) ولكن قد توجد كتابة ليس لها دلالة في العبارة واللفظ لكن معناه ينتقل إلى الذهن إلّا أنه لا يُعرف لفظه، فتكون الدلالة المكتوبة واللفظيّة بالوضع
مثال ذلك : أن نجعل شعارًا مكتوبًا معينًا دالًا على اسم منظمّة معيّنة ، وهذا معنى الوضع بأن  الانسان هو من يضع هذه الدلالة، أمّا الوجود الذهني هو الذي يدلّ على الأعيان الخارجية (الواقع الخارجي) فهذه الدلالة دلالة طبعية، فلا يختلف ذهن أعجمي عن ذهن عربي، نعم قد يختلفوا في اللفظ والكتابة، أمّا ما في صور أذهانهم فهي واحدة في الأعيان الخارجية، فإذًا لدينا الوجود الذهني وهو طرف والوجود الخارجي طرف مقابل ويتوسّط هذين الطرفين  (الوجود الكتبي واللفظي) فالوجود اللفظي والكتبي يدلّّان على الوجود الخارجي أو ما في الذهن ، فيتم نقل مافي ذهني إلى ذهن الآخر بالكلام أو الكتابة، وأحيانًا أريد أن أنقل مافي الواقع الخارجي إلى الذهن ؛ كأن أنقل حدث معيّن في الخارج إلى ذهن شخص آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق