الاثنين، 3 يوليو 2017

المقولات العشر

الجوهر
.
.
الجوهر : "الموجود لا في موضوع " وهو من الأجناس العاليّة، لمّا تحدثنا عن الأجناس في الدروس السّابقة بأن هناك جنس سافل ومتوسّط وعالي ، فنريد الآن أن نشخّص ونعطي مصداقًا من مصاديق الجنس العالي وممن يصدق عليه بأنّه جنسٌ عالي هو "الجوهر"، على أن الجوهر هو من (المعقولات الأولية) ولا علاقة لعلم المنطق به فالمنطق كما أشرنا في أول الدروس أن علم متعلّق بالمعقولات الثانية المنطقيّة، إلّا أن دأب المناطقة إدراج المقولات العشر في كتبهم المنطقية من باب الإستعانة بالمقولات العشر لتفهيم الطالب موضوعات المنطق، فالمعقولات الثانية المنطقية عارضة على المعقولات الأولية، فكان لا بأس منهم أن يقف المناطقة وقوفًا ولو إجمالًا عليها لتحصيل الحدود (الأجناس والفصول) وإلّا فالمقولات العشر موضوعها "الطبيعيات"
-
إذا عرفنا هذا فنقول أنّ الجوهر من الأجناس العالية وقد أختلف في حقيقة الجوهر أنّه من الأجناس العالية أو ليس بجنسٍ أصلًا، فأكثر الأوائل من المناطقة والحكماء على أنه جنسٌ عالٍ، ودليلهم أنهم وجدوا خواص الجنس العالي تنطبق على الجوهر ألا وهي :
  • اشتراك أفراده فيه
  • أنه ذاتي فيمتنع تحقق الشيء بدونه
  • الأفراد فيه متساوية، فليس هناك فرد أولى بالجوهرية من الآخر
وأمّا المتأخّرون فقد منعوا جنسيّته لوجوه أحدها
  • أننا قد نتعقّل كثير من الأشياء مع جهلنا بأنها جوهر أو ليست بجوهر، فلو كان الجوهر جنسٌ لهذه الأشياء لكان ذاتيًا فيها ولاستحال تعقّلها قبل تعقّل جوهريتها لأن تعقّل كل شيء فرعُ تعقّل الذاتيات المقوِّمة له مثل (العقول) فإنهم شكّوا في جوهريته مع ذلك تعقّلوا (العقول) 
والجواب : المتأخرين حقيقةً لم يتعقّلوا مفهوم (العقل) بل ما قالوه هو (تصوّر إجمالي) وإدراك لوجود العقل وليس تصوّرًا تفصيليًا وتعقّل لمفهوم العقل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق