الأحد، 2 يوليو 2017

الفصل والكليات الذاتية

الفصل
.
الفصل هو الذي يُقال في جواب "أيمّا هو في جوهره؟"  أعني -خصوصية كلّ نوع وهو المقوِّم لذلك النوع والمُقسِّم لجنسه وما تحته
-
عندنا من الذاتيات "ما يقال في جواب ما هو" وعندنا "أيمّا يقال في جوهره؟" فهذه الأي هي سؤال عن خصوصيّة التي يختص بها هذا النوع وهو "الفصل" كما تقدّم، الذي بدوره يُقوِّم النوع بمعنى أنّ النوع لا يُعقل في الذهن ولا يتحصّل بدونها فالفصل هو محقّق ومقوِّم لذلك النوع وما تحته أيضًا، (فالحساس المتحرّك بالإرادة) كما أنّه مقوِّم لجنس الحيوان كذلك هو مُقوِّم للنوع وهو الإنسان وللفصل دورٌ آخر وهو تقسيم جنس هذا النوع فالفصل مثلًا يقسّم الحيوان (مثل الناطق) ؛ فهو يقسّم الجنس إلى (حيوان ناطق) و (حيوان غير ناطق) بل يُقسِّم كلّ جنس فوقه جنس نوعه فالناطق أيضًا يُقسّم (الجسم النامي) إلى ناطق وغير ناطق، فالفصل هو الذي يميز نوعه عن سائر الأنواع ، واعلم أنّ المميزات على قسمين مميز ذاتي ومميّز عَرضي ؛ فالذاتيّ هو الفصل والعَرضي هو الخاصة ويأتي بيان الكليات العَرضية في دروسٍ لاحقة إن شاء الله.
-
-
الكليات الذاتية

ومن خلال الدروس السابقة (النوع والجنس) ومعرفة (الفصل)، فالكليّات الذّاتية لا تخلو إمّا أن تكون نوع أو جنس أو فصل ، فكلّ ما يصحّ أن يُقال عنه أنه كليّ ذاتي لا يخرج عن إحدى هذه الثلاث ووجه الحصر أن الكليّ الذاتيّ إمّا أن يكون نفس ما تحته أي أنه تمام ماهية ما تحته وهو (النوع) أو يكون جزء منها والجزء إمّا أن يكون تمام المشترك بين هذا النوع وبين غيره وهو ( الجنس ) كالحيوان للإنسان والثور وإمّا أن يكون هذا الجزء مختص بهذا النوع فقط فهو الفصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق