الاثنين، 24 يوليو 2017

المركب التام الخبري والانشائي

المركب التام الخبري والانشائي

.
ذكرنا في الدّرس السابق أن الأقاويل منها القول الناقص والقول التام، ومن تلك الأقاويل التامة : 
  • المركب التام الخبري : المركب التام الخبري هو الذي يعرض له لذاته بأن يكون صادقًا أو كاذبًا، فالحكم على الشيء فرع وجوده، إذ لا بدّ أن يكون موجودًا حتى يُحكم عليه، فوصف الصدق والكذب للخبر يكون عارضًا له لأنه وصف له بعد وجوده ويسمى المركب التام الخبري بالقول الجازم أو القضية ومثاله كقولنا : (الإنسان حيوان)  فإنه يصحّ على هذه الجملة توارد الصدق أو الكذب ، وهو المستخدم في صناعات العلوم 
-
  • المركب التام الانشائي : وهو من المركبات التي لا تحتمل الصدق والكذب لذاتها فهذا المركّب إمّا أن يدلّ على طلب فعل  وهو على ثلاث أقسام 
  1. إن كان مع الاستعلاء فهو الأمر 
  2. وإن كان مع الخضوع فهو الدعاء
  3. وإن كان مع التساوي فهو الالتماس 
وإمّا أن لا يدلّ على طلب فعل فهو التنبيه ويندرج تحت التنبيه التمنّي والترجي ، والتمنى كقول القائل :
(يا ليت الشباب يعود يوماً) فهذه ليست جملة خبرية ولا هو طلب فعل وإنّما هو قول يريد منه القائل أن يبرز انفعالاته النفسيّة وينبّهك عليها
والترجي هو كقول القائل ( لعلّ المسافر يعود) فهذه أيضًا ليست خبر ولا طلب فعل، وإنّما أيضًا يريد أن يبين حقيقة مشاعره وترجيّاته ، والفرق بين التمني والترجي، أن التمنى هو ما يؤس من حصوله والترجي هو ما يُرجى وقوعه، وهذه المركبات كثيرة في صناعات الخطابات والشعر ، فترى الشاعر والخطيب يكثر من التمني والترجي والنداء الخ..
-
  • تنبيه :  المركبات التامة الإنشائية قد تحتمل الصدق أو الكذب لكن لا لذاتها وإنّما بالعَرض فمثلًا قول القائل :  (اعطني صدقة) فترد عليه (اذهب عني فأنت كاذب) فاعطني صدقة هذا أمر والأمر لا يحتمل الصدق والكذب لذاته ، وإنّما يحتمل الصدق أو الكذب للازمه فلازم قول (اعطني صدقة) يريد أن يبين الطالب للمطلوب منه بأنه فقير مستحق للصدقة لكنه كذّب هذا اللازم ، فالصدق والكذب ينسبان للازم لا للذات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق