الأربعاء، 19 يوليو 2017

التقابل

التقابل
.
.
المتقابلان شيئان يمتنع تعلقهما في موضوع واحد من نفس الجهة ، يعني من المستحيل أن يجتمعا في موضوعٍ واحد من نفس الجهة فهو محال، وقد يوجد أحدهما بازاء الآخر، بمعنى أن المتقابلين من حيث التعقّل والادراك العقلي، اذا عقلت أحدهما عقلت الآخر معه أو إذا وجد الأول لم يوجد الآخر معه، أو يكون أحدهما في غاية البعد من الآخر، بحيث لا يمكنك أن تتعقلّ شيئًا وراء أي منهما 
مثال : لو عندنا مراتب على ست أقسام [ مرتبة أولى - مرتبة ثانية - مرتبة ثالثة - مرتبة رابعة - مرتبة خامسة - مرتبة سادسة]
فلا يقال عن المرتبة الثانية التي هي بخلاف المرتبة الأولى بأنها متقابلين، بل يشترط أن يكون بينهما غاية البعد فتكون المرتبة السادسة والأولى هما المتقابلين . 
قولنا : يمتنع تعلّقهما في موضوع واحد، لأن غير المتقابلين قد يجتمعان في موضوع فالسواد والحركة قد يجتمعان في موضوع واحد وهما ليسا بمتقابلين كانسان أسود يتحرّك. 
قولنا : من نفس الجهة : لكي نتجنب الاضافيتين ، فاضافة الأبوة والبنوة لا يمتنع تعلّقها في موضوع واحد ، فزيد هو أبٌ وابن، ولكنّه يمتنع أن يجتمعا في موضوعٍ واحد ، اذا كان وجود الاضافة الأولى من نفس الحيثية التّي تحققت بها الاضافة الثانية : فزيد من حيث عمرو هو ابن ولا يمكن أن يكون زيد من حيث عمرو هو أب وابن !
-
اذا عرفت هذا كلّه ؛ المتقابلان اذا عُقل أحدهما مع تعقل الآخر، فهما (المتضايفين) مثل (الأبوة والبنوّة) فاذا تعقّلت الأبوّة ستتعقّل البنوة
وإن وجد أحدهما في قبال الآخر فهما ( العدم والملكة) ان اختصّا بموضوع واحد ، وان لم يختصا بموضوعٍ واحد فهما ( السّلب والايجاب)
وإن وجد احدهما في غاية البعد عن الآخر فهما (الضدّان) فالمتضادان هما غاية الأوّل مع غاية الأخير وأما المتوسطات فلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق