الخميس، 6 يوليو 2017

محاضرات تمهيدية في الفلسفة

المبادئ التصوّرية في الفلسفة
.
.
المبادئ التصورية في الفلسفة : 
.
قبل الشروع في أي علم فلابدّ من تعريف هذا العلم وبيان مقدّماته: 
المقام الأوّل : بيان أركان مقدِّمة العلم :  
-
ما هو تعريف علم الفلسفة : من الناحية اللّغوية هي كلمة يونانيّة تنقسم إلى شطرين (فيلو) وتعني المحبة و (سوفيا) تعني الحكمة
والفلسفة من حيث الإستعمال مرّت بمراحل ثلاثة :
  • كانت الفلسفة تطلق على جميع العلوم (المرحلة الأولى) فكانت الرياضيات والكيمياء الخ من الفلسفة
  • في المرحلة الثانية أصبحت تطلق على خصوص العلوم العقليّة
  • في المرحلة الثالثة ضُيّقت بحيث أصبحت تُطلق على قسمٍ خاص من العلوم العقليّة فأصبحت تبحث على أحوال الموجود بما هو موجود
ولهذا أصبح تعريف الفلسفة من الناحية الإصطلاحية : هو العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود، فما معنى أحوال الموجود بما هو موجود؟  وها هنا بيانين
-
البيان الأوّل :لو أن شخصًا واجه حيوان مفترسًا فخاف (حالة أولى) ومشى بسرعة (حالة ثانية) وأخذ يرميه بحجارة
 (حالة ثالثة)
فعلم النّفس مثلًا يدرس حالة الخوف وعلم الأحياء يدرس حالة المشي ورمي الحجارة يدرسها علم الفيزياء مثلًا من حيث سرعة الحجارة
بينما الفلسفة تدرس  وتبحث عن الأشياء بما هي أشياء والأحوال العامة لا خصوص الحوادث فقط ، فمثلًا الفلسفة تبحث عن المادة بما هي مادّة مع قطع النظر كونها صلبة أو غازية أو سائلة، وعن الحركة بما هي حركة مع قطع النظر كون هذه الحركة بقصد أم بغير قصد وهكذا 
-
البيان الثاني : وبيانه يتوقّف على مقدّمة وهو ( ما يُحمل على الوجود) على قسمين :
  • ما يحمل على الوجود من دون واسطة خارجة عن الوجود
  • ما يحمل على الوجود مع واسطة خارجة عن الوجود 
مثال ذلك : إذا قلنا ( هذا الموجود طويل)  فنحن حملنا الطول على الموجود ولكن يتوقّف حمل الطول على الموجود بواسطة ..وهذه الواسطة هي "الكم والمقدار" فمن لا مقدار له ولا كم ليس له طول ، فالكم والمقدار واسطة لحمل الطول على الموجود (حمل على الوجود مع واسطة)
مثال  (حمل على الوجود بدون واسطة) : إذا قلنا الموجود إمّا علّة أو معلول فنحن حملنا العليّة أو المعلولية من غير واسطة بمعنى أن هذا الموجود إمّا علة أو معلول لا كم ولا مقدار.
والفلسفة تبحث في القسم الثاني من أحوال الموجود ( بدون الواسطة) وهو ما نعني به من أحوال الموجود بما هو موجود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق