الأربعاء، 19 يوليو 2017

الكيف

الكيف
.
الكيف هو من الأجناس العالية وهو هيئة، وما يميّزه عن باقي الأجناس بأنه هيأة قارّة لا تقتضي قسمة ولا نسبة، بمعنى أن أنها في ذاتها لا يوجد مقتضي فيها بأن تنقسم فلا تقبل الانقسام ولا النّسبة، فبعض الصّفات لا يمكن ادراكها بنفسها بل لابدّ أن تُنسب إلى شيء لكي تُدرك وتُعقل مثل إذا سمعنا (الأمام) فالأمامية هنا هيئة (وصف) وهي لا تنقسم لكن لكي نفهم معنى الأمامية لابدّ أن يُدرك شيء آخر هو بلحاظه أمام له فلا يوجد أمام مطلق فبلحاظ نفسه ليس هناك أمام أمّا بلحاظ فيره فيوجد أمام ، أمّا الكيف فيُدرك بنفسه فلا يحتاج لهذه النّسبة ولا يحتاج لقسمة فهو إن وجد وجِدَ مستقلًا. 
ومثاله : (الثّقل) لكي يتحقق الثقل لابدّ لصاحب الثقل أن يكون موجودًا في الخارج ، فهذا الثقل بما هو هو لا يقبل القسمة، بل الذي ينقسم معروضه  ، ، وادراك الثقل لا يحتاج أن يُنسب إلى شيء ، اذ كل شيء له ثقل فنفس الثقل بما هو ثقل لا يحتاج نسبة لكي يُدرك. 
-
-
والكيف قد يتضاد ويشتد ويضعف، اذ ليس كل كيف يتضاد، بل هناك من الكيفيات ما يقبل التضاد في أفراده، كالسواد والبياض، والمهم في التضاد كون المتضادين من الأعراض اللّذان يعرضان على موضوعٍ واحد بأن يكون بينهما غاية الخِلاف والبعد ولا يكون تعقّل أحدهما موجبًا لتعقّل الآخر بخلاف الجوهر والكم، وأمّا الكيف الذي يقبل التضاد مثل (البياض) فالبياض فيه شدّة وضعف فالبياض الشديد غير البياض الضعيف لاختلاف آثارهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق