الأحد، 16 يوليو 2017

المضاف

المضاف
.
.
المضاف : هو من تلك الأجناس العالية هو ما يعقل لكن ليس باستقلال بل بالقياس إلى غيره ولا وجود له سوى ذلك، بمعنى أن المضاف يُدرك بلحاظ الغير، والمضاف على قسمين : 
  1. مضاف حقيقي 
  2. مضاف مشهوري 
  • المضاف المشهوري يقصد ما جرت عليه ألسنة العامة فمثلًا الأب يقولون عنهما بأنها متضايفان لأن الأب يكون أب بلحاظ أنّ له ابن والإبن يكون ابنًا بلحاظ أن له أب وهذا الكلام بعيد عن التّحقيق لأن الأب بما هو أب والابن بما هو ابن ليسا من المضاف فالأب هو جوهر من الجواهر وكذا الابن فهما لهما وجودهما الخاص بصرف النظر عن النسبة

  • المضاف الحقيقي هو ما يعقل بالقياس إلى غيره ولا تحقّق له ولا وجود له وراء هذه النّسبة فعليه أنّ المضاف الحقيقي هي ذات (الأبوة) لأن الأبوّة لا يمكن تعقّلها إلّا بما هي مضافة اليه فالأبوّة معنى منتزع بلحاظ البنوّة، كما أن البنوّة منعقّلة بلحاظ الأبوّة .. فذات (الأبوّة) وذات (البنوّة) ليسا لهما وجود خاص في الخارج بعكس الأب والابن.
هل الإضافات موجودة في الخارج ؟ أم هي اعتبارات ذهنية فقط؟ 
-

ابن سينا قال بأنها الإضافة أمر متحقق في الخارج لأن فوقية السماء أمر حقيقي متحقق في الخارج تتصف بها السماء وتعطي أثرًا 
وأنكر ذلك جماعة آخرين وقالوا بأن الإضافة هي محض اعتبارات ذهنية يعتبرها ولا تحقق لها في الخارج ، ولو أنها كانت متحققة في الخارج وهي عَرض لافتقرت إلى المحل ويلزم من ذلك التسلسل وهو محال 
وبيان التسلسل : 
(الحلول ) هو من مقولة الإضافة فنحن إذا لاحظنا نسبة الحال إلى المحلّ انتزعنا "الحلول"  فذات الحلول هي أمر إضافي في الخارج وهي عَرض لافتقرت إلى المحلّ ويكون حلولها في ذلك المحلّ الآخر إضافة أخرى غير الإضافة الأولى ، فكلما انتزعنا مقولة "الحلول" احتجنا إلى اضافة اخرى لافتقارها إلى المحلّ وهكذا إلى ما لانهاية وهذا باطل 
-
والذي أميل اليه شخصيًا هو القول بأن الإضافات أمور اعتبارية ذهنية لا تحقق لها في الخارج كما حقّق ذلك العلّامة الحلي في كتابه الأسرار الخفية في العلوم العقلية ، واعلم أن الإضافة تعرض على المقولات العشر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق