الثلاثاء، 27 يونيو 2017

شبهة برتراند راسل

الخوف والدين

شبهة راسل كما هي موضّحة في الأعلى هو أن الخوف والقسوة هما أساس الدين والعلم يستطيع يتحاوز هذا الخوف وتعليقنا عليه كما يلي :
أولًا علينا توضيح معنى الخوف هنا وهو أحد أدلتنا للنّظر في الأديان وهو كما يلي : 
-
‏"دليل دفع الضرر المحتمل البليغ المقرون بالخوف"
‏-
‏هذا الدليل يجعل الإنسان يوجب على نفسه من خلال عقله أن يدفعه هذا الضرر خصوصًا هذا الدليل مبنيّ على مقدّمة حتمية . ماذا نعني مقدّمة حتمية ؟

‏فمثلًا الدين الإسلامي هدد الشخص الذي لا يعتنقه الإحراق بالنّار ؟ طيب متى سيكون هذا التهديد ؟ طبعًا بعد (الموت)

إذًا ‏الموت هو المقدّمة الحتمية لهذا العذاب إذ العاقل يُدرك أنّ الكل سيموت و هناك عذاب بليغ يجوز أن ينتظره عندها سيشعر بالخوف ...فإذًا سيوجب عقله أن ينظر في الأديان قطعًا بغض النّظر هو مشوّه أو لا، ومن هنا نستنتج أن الخوف هنا هو من أمر غيبي (ميتافيزيقي) والعلم قاصر في حل المشكلات الميتافيزيقية.

‏صحيح ، يُمكن أن يـشكل إشكال فنقول لماذا نرى أناسًا مدخنة مع انهم يعلمون إنّه يسبب ضررًا بليغًا و مع ذلك لا يرتبون أي أثر ؟
-
‏أقول : عندما نسأل أيّ عاقل (مدخّن) فنقول له ألا تعلم أنّك تضرّ نفسك بالتدخين و ممكن أن يسبب لك سرطان و أضرار أخرى ؟

‏سيقول : نعم أعلم! فالعقل يقول له أو يحكم بأنّ فعله خطأ وقبيح لأنه يسبب له الضرر ، فادفع هذا الضرر

‏ولكن هو ماذا يفعل يتجاوز حكم عقله باللامبالاة ..لمصلحة كون التدخين ممكن مريح لأعصابه .. واللامبالاة لا تكشف عن حكم العقل بل تكشف عن تجاوز لحكم العقل و ضربه عرض ولهذا لا يصحّ تجاوز حكم العقل لأنه يعتبر ضرب من الجنون إن صحّ التعبير، فليس هذا الخوف مبني على الظلم والخوف القهري (القسوة) كما توهّم راسل، بل هو الخوف الصحي الذي بحكم العقل يجب دفعه للنجاة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق