الأحد، 18 يونيو 2017

ما فائدة الدين إذا كنّا ندرك الأخلاق بدونه

فائدة الدين
.
الغاية من الدين هو إيصال الإنسان إلى كماله الروحيّ، عن طريق معرفة الله سبحانه وتعالى وصفاته وأسمائه الحُسنى وغيرها من أصول الإعتقادات كالنبوّة والإمامة -على مذهبنا- والمعاد، وتهذيب أخلاقه وغيرها الكثير
-
إذًا الهدف من الدين ليس مقتصرًا فقط على الأخلاق، نعم الأخلاق يمكن معرفة حُسنها وقبحها من العقل بناءً على قاعدة (الحُسن والقبح العقليان)، فإن الإنسان بعقله يُدرك حسن العدل وقُبح الظُلم، كذلك يعرف الإنسان قبح ترك شكر المنعِم وحسن شكره بالعقل.
-
فالإنسان منذ نشأته يُلاحِظ بأن هناك نِعَم موجودة متميّزة عنده عن غيره كالعقل والبصر وغيره وهي غير موجودة مثلًا عند النبات والحجر الخ، فيعلم الإنسان حينها بأن هناك منعِمًا أعطاه هذه النّعم، وهو خالقه، إذا اتضّح ذلك فنقول :
-
الله جلّ وعلا منعِم، والمنعِم يجب شكره لأن شكره حسن وترك شكره قبيح بالعقل فبالتالي طلب معرفة الدين إنّما هو لأجل شُكره وعدم تضييع ذلك، وحكم العقل هنا منطلق من جانب الخالق.
-
 وقد يُشكل على الإلهيين بأنكم تقول نِعَم الخالق لا تُحصى، إذًا مهما فعلتم فلن تشكروه حق شكره وبالتالي هذا قبيح أيضًا
-
أقول : نعم صحيح نِعَم الله لا تُحصى ومهما فعلنا فلن نشكره حقّ شُكره إلّا أننا بعد معرفة الدين، فالله جلّ وعلا هو الذي يحدد كيفية شكره كأن يفرض واجبات معيّنة في اليوم مثلًا كآداء الصلوات الخمس في التأدية شكره فينتفي القبح لأن المُنعِم هو الذي حدد كيفية هذا الشكر على هذه النِعَم التي لا تُحصى
-
ملاحظة : يقول الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) : بُعِث الأنبياء لإثارة دفائن العقول، وهنا نقول : وإن كان العقل يحكم بحسن وقبح الأفعال، فالدين يأتي كمنبّه للإنسان، فقد تتلوث فطرة الإنسان ويميل إلى الرذائل متجاوزًا بذلك حكم عقله على هذا الفعل الذي أرتكبه، فيأتي الدين كقانون للتنبيه وإرشاد النّاس والحدّ من القبائح التّي قد يرتكبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق