الاثنين، 12 يونيو 2017

متابعة للدلالة اللفظية

الدلالة اللّفظية
المبحث الرابع :  اللّفظ قد يكون مشتركًا بين المعنى وجزئه، أو يكون اللفظ مشتركًا بينه وبين لازمه
.
.
بيان ذلك : في اصطلاح المناطقة لدينا لفظة " الإمكان "، وقد يقصد منه  " الإمكان العام " - وهو سلب إحدى الضرورتين عن موضوعٍ ما وقد يقصد منه " الإمكان الخاص " وهو سلب الضرورتين معًا عن موضًوع ما 
فيكون الإمكان العام جزءًا من الامكان الخاصّ ، لأن الأول سلب إحدى الضرورتين والثاني سلب الضرورتين معًا فيكون الأول ضمن الثاني . 
حينئذٍ لفظة الإمكان تكون لها دلالة مطابقية على " الإمكان العام " ولها دلالة تضمنية على " الإمكان الخاص " باعتبار أنّ الإمكان العام جزء من الإمكان الخاص كما تقدّم  

مثال آخر : لو فرضنا أن هناك رجلًا قام تسمية ولده باسم " ناطق " فيصير اللفظ " ناطق " دالًا عليه بالدلالة المطابقية باعتبار اسمه، ودالًا عليه أيضًا في نفس بالدلالة التضمنيّة باعتبار كونه إنسان فإحدى جزئيات الإنسان كونه ناطق. 
.
.
واللّفظ قد يكون مشتركًا بين المعنى ولازمه كمن يُسمّي شخص ولده بإسم " ضاحك " فالضاحك تدلّ على الولد بالدلالة المطابقية باعتبار اسمه ، وتدلّ على لازمه باعتبار كونه إنسان فمن لوازم الإنسان أن يكون ضاحك 
.
.
.
المبحث الخامس : الدلالة الإلتزامية شرطها اللّزوم بين المعنى الأوّل وبين المعنى الثاني المتجوّز إليه وهنا اللّزوم لا يخلو إمّا أن يكون ذهنيًا أو خارجيًا أو في كلاهما 
وشرط الدلالة الإلتزامية هو اللزوم الذهني، لأنه لو لم يحصل هذا التلازم بين المعنيين في الذهن للزم عدم الفَهم ؛ فكيف أعرف ملازمة بين طلوع الشمس وطلوع النهار إن لم أفهم الملازمة بينهما في ذهني؟  ، فتنتفي الملازمة الخارجية كدلالة لفظ "العمى" على عدم البصر ، هذا كشرط ذهنيّ ، أما كشرط خارجيّ، فالدلالة الإلتزامية حاضرة 
كدلالة الجسم والحيّز له ، فكلّما حضر الجسم حضر الحيّز معه . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق