الأحد، 11 يونيو 2017

المعقولات الأولية والثانوية وعلاقة الألفاظ بالمعاني

الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد 

المبحث الأوّل : 

علم المنطّق كما عرّفه العلّامة الحلي (رحمه الله) : هو علم متعلّق بالمعقولات الثانية.
.
المعقولات التي نتعقّلها في الذّهن على قسمين 
١- أوليّ 
٢- ثانويّ
.
.
وبيان ذلك : المعقول في الذهن إمّا أن يكون له ما بإزاء في الخارج (له وجود خارجي) أو ليس له وجود خارجي 
فإن كان له وجود خارجي فهو معقول أوليّ. (كالإنسان فله وجود خارجي) 
وإن كان ليس له وجود خارجي فهو معقول ثانوي 
فنقول : والمعقول الثانويّ في الذّهن (الذي ليس له وجود في الخارج) ينقسم إلى قسمين :
.
١- إمّا أن يكون موصوفه في الخارج فتكون معقول ثالث فلسفي كقولنا ( النار علّة للإحراق ) فالعلّة لا توجد في الخارج ولكن الذهن يتعقلّها والموصوف بها هي النار المتحققة في الخارج فتكون من المعقولات الثالثة الفلسفية
٢- وإمّا ليس لها وجود ولا موصوف في الخارج كمفهوم " الكليّ" فليس له وجود خارجيّ ولا موصوف في الخارج فيكون من المعقولات الثانية المنطقية
.
ملاحظة : أُشكل على علم المنطق بأنه ليس عِلمًا إنما هو آلة، ومنشأ الخطأ لسببين 
١- مقدمة كبرى باطلة وهي ( كل ما كان آلة فهو ليس علمًا) وهذا خطأ فإن علم التّشريح علمٌ وهو آلة لغيره ولا نُسلّم بهذا الكلام
٢- ظُنَّ أن المنطّق هو آلة لجميع العلوم " مُطلقًا " وهذا خطأ فإن المنطق متعلّق بخصوص العلوم الحصولية ولا يشمل العلم الحضوري والبديهيات 
.
.
المبحث الثاني
.
شرع المحقق الطوسي (رحمه الله) في الفصل الأوّل من هذا الكتاب في بيان علاقة الألفاظ بالمعاني ..
أقول : إن كان اللّفظ يدل على تمام معناه فهو ناشئ بسبب المطابقة، وواسطة المطابقة هي الإرادة بمعنى إن إرادة المريد دائمًا منطبقة على المراد 
مثال : كدلالة الإنسان على (الحيوان الناطق)  كلتاهما معًا أي الإنسان مطابق تمامًا للحيوان الناطق
.
وإن كان اللّفظ يدل على جزء معناه فبالتضمّن 
مثال : كدلالة الإنسان على " الناطقية" وحدها أو " الحيوانية" وحدها لأن كلتاهما أجزاء لذاتيات معنى الإنسان 
.
.
وإن كان اللّفظ يدلّ على ملزومه ( المعنى ) وهذا المعنى خارج عنه أي (اللفظ) فبالإلتزام 
مثال : كدلالة (الضاحك) على الإنسان 
فالضاحك خارج عن معنى الإنسان لأن الضاحكية ليست من ذاتيات الإنسان وإنما هناك تلازم بين الضاحك والإنسان
.
ملاحظة : ليس للمنطقيّ نظرٌ في الألفاظ بما هي هي وإنّما يكون النّظر في معاني تلك الألفاظ ، وإذا نظر في الألفاظ فينظر لها بقصدٍ ثانٍ كنظره في دلالات تقسيم الألفاظ من حيث أنها مفردة أو مركّبة

هناك تعليق واحد:

  1. أحسنت، فكرة المدونة جميلة جداً، أتمنى لك التوفيق.

    ردحذف