الاثنين، 12 يونيو 2017

شبهات حول برهان الإمكان

نقد الشبهات حول برهان الإمكان

أُشكلَ على برهان الإمكان كالتالي : فقيل أنّ هذا البرهان يلزم منه تخصيص القاعدة العقليّة وهو أنّ ( لكلّ معلول علّة) فإذا كان الشيء لا يتحقق إلّا بعلّة ، فما هي علّة وجود الله ؟ ثم قيل : أنّ تقسيم الوجود إلى (الواجب والممكن) ليس يقيني ولا واضح .
.
.
الجواب : 
أقول : لا يلزم من هذا البُرهان لا تخصيص القاعدة العقلية ولا تقضها فقولنا ( لكل معلول علّة ) يكون الله سبحانه خارج عن هذه القاعدة بالتخصص ، لأننا نقول بأنّ الله سبحانه ليس بمعلول أصلًا لكي تكون له علّة فالقول : بأن الشيء لا يتحقق إلّا بعلّة هو قول باطل لأن الشيء ينقسم إلى 
  • واجب الوجود
  • ممكن الوجود
فواجب الوجود يتم إثباته ببطلان التسلسل وهو محال عقلًا وهناك عدّة أدلة على بطلان التسلسل كبرهان التطبيق والتضايف ولكن من باب التقريب فأقول :
لو فرضنا أن هناك جندي أراد إطلاق رصاصة ولكنه لا يستطيع إطلاقها إلّا بإذن الضابط مثلًا وهذا الضابط لا يستطيع اعطاء الإذن إلّا باذن الجنرال وهذا الجنرال لا يستطيع أن يعطي الإذن إلّا باذن من هو بأعلى رتبة منه وهكذا إلى ما لا نهاية
فإن هذه الرصاصة لن تنطلق أبدًا ، لكنها ستنطلق إذا أعطى رئيس الدولة الإذن باطلاقها لأن الرئيس لا يحتاج اذن أحد في إصدار الأوامر فستنطلق الرصاصة قطعًا ، فبرهان الإمكان يثبت وجود واجب الوجود لإنقطاع تسلسل المعلولات إلى علّة أولى لا أول لها - أي ليس لها علة - فيثبت مطلوبنا .
.
.
وأمّا ثانيًا : 

قسمة العقل للموجودات إلى واجب وممكن هي بالضرورة العقلية وإن شئت سمها بالحصر العقليّ، فالموجود إمّا أن يكون وجوده من ذاته وهو الواجب أو من غيره وهو الممكن وهذا كلّه بالضرورة والحصر العقلي وعدم وضوحها لا يعني بطلانها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق