الجمعة، 10 نوفمبر 2017

المقالة الأولى : ما هي الفلسفة ؟

ما هي الفلسفة ؟
.
السيد الطباطبائي -ره- عقد البحث في المقالة الأولى عن تعريف الفلسفة وعن بيان حاجتنا إلى الفلسفة وبيان الأسباب الداعية إلى البحث الفلسفي والتفريق بين الفلسفة والعلم وعن العلاقة بينهما
-
[ تعريف الفلسفة ] :
الفلسفة هي كلمة ليست عربية وتعني محب الحكمة، وأما على مستوى الاصطلاح والاستعمال فتستعمل الفلسفة في أكثر من مورد وفي أكثر من معنى ولكن هناك معنى شبه متفق عليه، حيث تستعمل كلمة "الفلسفة" استعمالًا واسعًا من دون قيد أو شرط فيراد بها كلّ العلوم الحقيقية العقليّة، في مقابل العلوم الاعتبارية والفرق بين العلوم الحقيقية والاعتبارية هو أن الحقيقية يدركها الإنسان ويكتشفها مثل  [ النقيضان لا يجتمعان ] ، [ لكل مسبَّب مسبِّب ]، وأمّا الاعتبارية فهي التي تكون بجعل الإنسان كعلوم اللغة مثلًا ( النحو) .
-
العلوم الحقيقية تنقسم إلى قسمين
١- نظرية ،، وهي التي من شأنها أن تُعلم وتكتشف ( الفيزياء ، الكيمياء ..)
٢- عملية ،، وهي التي من شأنها أن تستتبع عملًا ( حسن الصدق ، قبح الكذب ) بمعنى افعل / لا تفعل.
.
والعلوم النّظرية أيضًا على ثلاث أقسام 
١- الهيات ،، وتسمى بالميتافيزيقا أو بالفلسفة العليا 
٢- الرياضيات وتعرف بالفلسفة الوسطى 
٣- الطبيعيات ( الكيمياء ،، الأحياء ) وتعرف بالفلسفة السفلى 
.
والإلهيات أيضًا على قسمين 
١- الهيات بالمعنى الأعم [ تبحث في أحوال الموجود ] كالإمكان والشيئية والعليّة 
٢- الهيات بالمعنى الأخص [ تبحث في اثبات وجود الواجب (الله تعالى) والنبوات الخ..]
.
وأمّا العلوم الحقيقية العملية فهي أيضًا على ثلاث أقسام 
١- إمّا أن تتعلق بتدبير النفس وتسمى ( الأخلاق )
٢- إمّا أن تتعلق بتدبير الأسرة وتسمى ( تنظيم الأسرة ) 
٣- إمّا أن تتعلق بشؤون المجتمع وتسمى (السياسة)
.
والاستعمال الخاص لكلمة الفلسفة يراد بها القسم الأول من العلوم النظرية وهو الإلهيات [ الميتافيزقيا ] وهو مراد العلّامة الطباطبائي -ره- في هذا الكتاب 
فيكون تعريف الفلسفة بحسب هذا القسم هو [ العلم الباحث عن الموجود بما هو موجود ] ومثاله أنه في الواقع يوجد شجر وحجر وبشر والخ.. وهي تشترك في شيء وتختلف في شيء آخر ،، فهي تشترك بأنها كلها موجودة والوجود يحمل عليها وتختلف بماهياتها " هويتها الخاصة " فحينئذٍ الفلسفة تبحث عن الجهة المشتركة بين الموجودات أي من حيثية
 " الوجود"
وأمّا وجه الحاجة إلى الفلسفة ..فيأتي في مقالٍ آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق