الجمعة، 10 نوفمبر 2017

متابعة المقالة الأولى

وجه الحاجة إلى الفلسفة
.
[ لماذا نحتاج إلى البحث الفلسفي ؟ ] 
.
العلّامة - ره - ذكر وجهين من وجوه حاجتنا إلى البحث الفلسفي :
.
الوجه الأول : الإنسان في هذه الحياة يدرك أن هناك أشياء موجودة خارج ذهنه، كذلك هو يعلم في نفس الوقت أن بعض علومه ومدركاته مطابقة للواقع أيّ أنها ليست أوهامًا أو سفسطة، كما أنه يدرك أن البعض الأخر من معلوماته ليست بحقائق وليست مأخوذة من الخارج مباشرةً، والإنسان في حياته اليومية قد يعتقد بأشياء بأنها حقيقية ولها واقعية خارجية وبعد بُرهة من الزمان يكتشف بأنها ليست حقيقية، والعكس كذلك قد يعتقد بأن لا حقيقية خارجية وواقعية لأشياء معيّنة وبعد برهة يكتشف بأنها حقيقية ولها واقعية وعلى أساس هذا قالوا بأنّ المفاهيم في الذهن على ثلاث أقسام :
-
١- مفاهيم حقيقية [ المراد بها هي تلك التي المدركات لها مصاديق في الخارج كمفهوم ( الإنسان ) ]
٢- مفاهيم اعتبارية [ هي المدركات التي لا مصداق لها في الخارج وإنّما لها منشأ انتزاع من الخارج ]
مثال : كمفهوم الرئاسة أو الملكية ، فلا يوجد شيء اسمه " ملكية " في الخارج، وإنّما الإنسان عند المقايسة بين شيئين ينتزع منهما مفهوم " التملّك"
٣- مفاهيم وهمية [ هي المفاهيم الباطلة المحضة ، لا مصداق لها في الخارج ولا منشأ انتزاع من الخارج ] كمفهوم العنقاء أو الغول
-
[فعند ذلك يقال أنّ الفلسفة تتكفّل بتمييز المفاهيم الحقيقية عن المفاهيم الاعتبارية والوهمية]
-
الوجه الثاني : الإنسان في هذه الحياة تدفعه الحاجة إلى ممارسة العلوم والصناعات المختلفة، وكل علم يبحث عن جهة من الجهات في موضوعه فمثلًا الفيزياء تبحث عن قوانين الكتلة أو المادّة ولكنها لا تبحث عن وجود المادة نفسها وإنما هو من اختصاص البحث الفلسفي ، فالعلم الذي يثبت وجود موضوعات العلوم هو البحث الفلسفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق