السبت، 11 نوفمبر 2017

متابعة المقالة الأولى

التمييز بين الفلسفة والعلم والعلاقة بينهما
.
[ لماذا نحتاج إلى أن نميّز بين الفلسفة والعلم ؟]
-
قبل الإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الإشارة إلى بعض الأمور المهمّة :
إن مصطلح (الفلسفة) في العصور المتأخرة استخدم استخدامات متعدّدة ومتباينة بحيث أدى ذلك إلى تشويش ذهن المتلّقي مثل قولهم [ فلسفة الأخلاق ، فلسفة التاريخ ، فلسفة العلم ..الخ ] 
-
في القرن السابع عشر ظهر اتّجاه في الغرب يرى أن المصدر الوحيد والأساس للمعرفة هو التجربة فيعتمدون على التجارب والحس للمعرفة وأنكروا القياس العقلي والقوانين العقلية وحيث أن الفلسفة [ الميتافيزقيا ] غير خاضعة للتّجربة كمفهوم واجب الوجود مثلًا فقاموا بانكار الميتافيزيقيا وقالوا بأن لا معنى لها وإنّما الذي يحظى بالاعتبار هو الذي يمكن تجربته وهذه هي العلوم فقط، فجعلوا العلوم التجريبية في قبال الفلسفة الميتافيزقية
-
 الفيلسوف الغربي "أوجست كنت" مؤسس علم الاجتماع الحديث ، أيضًا رفض الميتافيزيقيا فقال لا معنى للبحث عن العلل اللامادية للأشياء أو البحث في جواهر الأشياء أو في أحكام الوجود فإنها لا تناسب المجتمع البشري ، ولكنّه في نفس الوقت يؤمن بفلسفة أخرى قائمة على الحسّ والتحربة وعرفت بـ ( الفلسفة الوضعية) وهي عبارة عن مجموعة من الفروض التي تعتمدها العلوم والقوانين المستفادة من التجربة الحسية وسميت " فلسفة " لمشابهتها لفلسفة الميتافيزقيا من حيث احتوائها على قوانين عامة، ويستخدم مصطلح " الفلسفة الوضعية" تارةً للإشارة إلى مذهب كنت وتارةً للإشارة إلى
[ المادية الديالكتكية] أو تسمّى بـ " الماركسية " فالماركسية أيضًا تؤمن بفلسفة وقوانين ولكنها مستمدة من معطيات العلوم، وعلى أيّ حال استخدم مصطلح [ الفلسفة ] هنا للإشارة إلى العلوم التجريبية وقد قلنا أن مصطلح الفلسفة بشكل خاص يشير إلى خصوص الميتافيزيقيا وهو البحث في الموجود بما هو موجود وفق القياس العقلي البرهاني فيجب أن نميز هذا البحث عن البحث العلمي القائم على الحس والتجربة،، فالتمييز بين العلوم قائم على أساس موضوع البحث فنميز بين علم الكيمياء والفيزياء من خلال الموضوع ، فنقول هذه المسألة من مسائل الفيزياء على سبيل المثال، فكذلك يمتاز البحث الفلسفي عن البحث العلمي بواسطة الموضوع فالفلسفة موضوعها الموجود بما هو موجود وفق القياس العقلي البرهاني، وأما العلم فموضوعه الوجود المتخصص بكونه جسمًا وفق المنهج التجريبي الحسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق