الأحد، 12 نوفمبر 2017

متابعة المقالة الأولى

العلاقة بين العلم والفلسفة
.
[ بعد أن ميّزنا بين الفلسفة والعلم هل توجد علاقة بينهما ؟ ]
-
في مقام الجواب عن هذا التساؤل يوحد عندنا أمران:
الأمر الأول : إنّ الفلسفة تنتزع من قضايا العلوم مفاهيم كلية وتتخذها كأحكامٍ فلسفية، فهي تأخذ معطيات العلم التجريبي فتجعله في صغريات في قياس الاستنباط الفلسفي
مثاله : أنّ العلم التجريبي أثبت دوران الإلكترون حول النواة، فجاءت الفلسفة واستنبطت وجود حركة دورية في الواقع الخارجي
-
الأمر الثاني : حاجة العلم إلى الفلسفة فنقول : إن جميع القوانين والأحكام العلمية التجريبية تتوقف في يقينيتها على البحث العقلي الفلسفي، فالبحث العلمي حتى يعطي قوانين عامّة فهو محتاج إلى قانون العليّة، وذلك لأن العالِم التّجريبي في المختبر فهو إنما يقوم بالاختبار على عيّنات وجزئيات محدودة، فمثلًا : إن توصل إلى قانون علمي يقول " إن الحديد يتمدد بالحرارة" فعند ذلك نسأله : هذا القانون العام ما هو المسوّغ الذي على أساسه أطلقت حكمًا كليًا؟
 بمعنى إنّ الحديد يتمدد بالحرارة والحال إنك لم تجرب إلّا على كميات محدودة؟ حتى يصح هذا القانون العام فهو يتوقف على قانون آخر يقول : إن الظواهر المتفقة في الماهيّة تشترك في نفس الأحكام في الظروف المماثلة وبعبارة أخرى " حكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد" وهذا ليس قانون تجريبيًا بل هو قانون عقلي فلسفي، فلابدّ من الإيمان بقانون العليّة حتى يعطي حكمًا كليًا وهذا يعني حاجة العلم التجريبي إلى القانون الفلسفي العقلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق