الاثنين، 27 نوفمبر 2017

متابعة المقالة الثالثة ( العلم والادراك )

الدليل الثالث :
.الدليل الثالث الذي ساقه المصنّف -ره-يستعين فيه بالوجدانيات لاثبات أنّ العلم أمر مجرد عن المادة ، فلا شك أن كل واحد منا له مجموعة من الوجدانيات بها ديمومة حياته من قبيل الحب والكره والبغض والفرح والحزن الخ.. فاذا لاحظنا هذه الوجدانيات لا تقبل الانقسام وغير مركبة من أجزاء، فلا يستطيع الانسان تجزئة حبّه، وهذا دليل على خلوّها عن المادة وليست من جملة الموجودات المادية، ولو كانت مادية لكانت منقسمة ، فلا يوجد جزء اول وجزء ثاني في الحب، بالرغم من النشاط المادي المصاحب لهذه الوجدانيات من حب وكره إلّا أنها ليست مادية .
-
الدليل الرابع : 
.الدليل الرابع الذي ساقه المصنّف -ره- في اثبات أن العلم مجرّد عن المادة فيستعين المصنف بالمفاهيم الكلية لاثبات أنّ هذا النوع من المفاهيم مجرد عن المادة وليس فيه آثار المادة.
وحاصل الدليل أنّ الإنسان مما لا شك فيه من جملة ما يمتلكه من مفاهيم وأفكار هي تلك المفاهيم العامة التي لا تمتنع فرض انطباقها على كثيرين كمفهوم الإنسان فهو يصدق على أفراد كثيرة كزيد وبكر وعمرو وهذا المفهوم في الفلسفة يسمى الكلي الطبيعي.
 هذا الكلي الطبيعي بوصف كونه كليًا لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين فلا يمكن أن يكون موجودًا في المادة والسبب في ذلك هو أنّ الموجود الماديّ موجود شخصيّ مقيّد بالزمان والمكان فهو لا يصدق إلا على نفسه ولا يصدق على غيره، فالموجود المادي موجود جزئي متشخّص مقيّد بالزمان والمكان، خلافًا للكليّ الذي لا يمتنع صدقه على كثيرين، ونحن نعترف أنّ الكليّ الطبيعيّ له نحو ارتباط بالخارج المادي لأن يصدق على مصاديقه الماديّة إلّا أنه ليس موجودًا ماديًا، فالمادة متعيّنة بالزمان والمكان ولا ينطبق على وصف الكليّة فالكلي غير خاضع للمكان والزمان، ومن أحكام المادّة التشخّص وليست هي موجودة في المفاهيم الكلية فهي عارية عن أحكام المادة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق