الاثنين، 20 نوفمبر 2017

ختام المقالة الثانية ( المثالية والواقعية )

[ ملاحظات فيما تقدّم ]
-
الملاحظة الثالثة : تبيّن مما سبق أنّ المثالي هو الذي ينكر الواقع خلف الذهن أو الذي ينكر العلم بالواقع، وبناءً عليه المثالي لا يخرج حاله عن أحد صنفين :
-
الصنف الأول : هم قسم من الناس تعرّضوا لبعض الشبهات، ورأى الاختلافات العديدة وأخطاء الحواس ولذلك شك في كل البدهيات سواء كنت نظرية أو عملية، فلذلك أنكر الواقع خلف ذهن الإنسان والعلم بالواقع
-
الصنف الثاني : هو قسم من الناس مكابرون، لم يتخذوا الموقف المثالي بناءً على الشبهات، وإنما اتخذوه بناءً على أهداف فاسدة في سبيل أن يتحرروا من الضوابط والسلوك والاخلاق الاجتماعية وأن يفعلوا ما يحلو لهم.
-
وأمّا بالنسبة للصنف الأول فلابدّ أن نتخّذ معه أسلوبًا عقلائيًا واضحًا، ونوضّح له مواطن الاشكاليات، فشيئًا فشيئًا نرجعه إلى القضايا البدهية كاستحالة اجتماع النقيضين ، ولا ينبغي أن يتخذ اختلاف آراء الفلاسفة أو علماء الطبيعة  بالشك في كل شي، فالاختلاف ليس دليلًا على عدم وجود واقع.
-
وأمّا الصنف الثاني، فالموقف معه مختلف، فنعرّضه لمواطن الخوف كحرق يده أو اصبعه أو منعه من الطعام عند الجوع، ليعترفوا بوجود واقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق