الجمعة، 4 أغسطس 2017

في تعريف المعرفة ؛ ما ذكره الحكماء

في تعريف المعرفة
-
ما ذكره الحكماء في تعريف المعرفة 
-
عرّف قدماء الحكماء العلم بأنه "حصول صورة الشيء لدى العقل"، وهذا التّعريف مشهور لدى الحكماء إلّا أنّه ناقص من جهات 
  1. هذا التعريف لا يشمل إلّا قسمًا واحدًا من أقسام العلم وهو العلم الحصولي ولا يشمل العلم الحضوري
بيان ذلك : العلم الحصولي : هو حصول صورة الشيء لدى الذّهن بإحدى الحواس الظاهريّة، فحظّ الانسان أنّه يدرك الواقع من خلال الصور الذهنية، لا الواقع نفسه، فالانسان عندما يشاهد النّار مثلًا، لا ينطبع في ذهنه إلّا صورة النار، لا أنّ النّار نفسها أصبحت في ذهنه، فالعلم الحصولي يتقوّم بأمور ثلاث
١- المدرِك (الانسان) 
٢- المدرَك ( الموجود الخارجي كالنار مثلًا)
٣- الصورة الذّهنية للمدرَك ( صورة النار في الذهن) 
-
وأمّا العلم الحضوريّ فهو عبارة عن كون المعلوم حاضرًا لدى العالِم من غير توسّط صورة ذهنية، وعلى هذا يكون العلم الحضوري متقوّم بركنين فقط 
١- المدرَك (الانسان)
٢- المدرِك للنفس بلا واسطة ، فلا وجود لصورة ذهنية، بل نفس المعلوم حاضر عند العالم
والعلم الحضوري على قسمين 
١- أنّ المدرِك مغاير للمدرَك مثل علمك بصورة الجبل بأنها حاضرة في ذهنك من حيث هي هي 
٢- أنّ المدرِك هو نفس المدرَك مثل (علم الإنسان بنفسه) 
فيكون تعريف الحكماء للعلم لا يشمل العلم الحضوري بكلا قسمية لأن العلم الحضوري لا يحتاج إلى توسّط صورة ذهنية، بينما التعريف اقتصر على حصول الصورة الذهنية

        2. أن التعريف لا يشمل المعقولات الثانية المنطقية ؛ المعقولات تنقسم إلى أقسام ثلاث 
  1. معقول أوليّ وهو ( انعكاس ما في الخارج لدى الذهن) = الصورة الذهنية مثل انعكاس اللون في الخارج لدى الذهن 
  2. معقولات منطقية ثانية ( كمفهوم الكليّ ؛ الجزئي ؛ النوع ؛ الجنس ؛ الفصل) وهذه منشأ الحصول عليها التّحليل الذهني فقط 
  3. معقولات فلسفية ثالثة ؛ ليس له وجود خارجي وإنّما موصوفه في الخارج مثل العلة والمعلول، فلا وجود لشيء اسمه علة في الخارج ، لكن الموصوف بالعليّة له وجود خارجي مثل النار فهي علّة للاحراق.
فتكون المعقولات الثانوية المنطقية لا تشمل هذا التعريف، فهي عبارة عن جهود فكرية وتحاليل ذهنية من دون أن يكون للواقع الخارجيّ صلّة مباشرة، فليس في الخارج ما نسمية نوع وجنس ، بل هي من مخترعات الذهن، فليس الأمر أنّ هناك شيء اسمه "كلي" في الخارج فانعكست صورته في الذهن ، كلا ، بل هو على سبيل المثال : إذا شاهد شخص (زيد ، بكر، عمرو)
ثم شاهد اشتراكهم في الحيوانيّة والتعقّل والتفكّر، فتتهيأ نفسه لانتزاع مفهوم كليّ في ذهنه فيكون هذا المفهوم هو (الانسان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق