الجمعة، 4 أغسطس 2017

في تعريف المعرفة

في تعريف المعرفة
-
كما قلنا في الدرس السابق، هناك عدّة آراء لتعريف العلم، فمنهم من رآه بديهيًا ومستغنٍ عن التّعريف، ومنهم من رآه نظريًا إلّا إنّه يصعب تعريفه، ومن المتكلمين والحكماء والعلماء من رآه نظريًا إلّا أنه عرفّوه بتعاريف ضعيفة سنبيّنها : 
-
ما ذكره المتكلمون : 
نقل عن المعتزلة تعريفهم للعلم بأنه : اعتقاد الشيء على ما هو عليه وأضاف أبو هاشم الجبّائي (ت ٣٢١ هـ) "مع السكون النّفس اليه"
وهذا التّعريف غير تام من جهتين : 
  1. خروج التصوّر عن التعريف، فنحن نعلم أن العلم ينقسم إلى تصور وتصديق، والتصوّر ادراك فقط لا اعتقاد فيه، فيلزم من هذا التّعريف بأنه لا يشمل التصوّرات 
  2. قوله اعتقاد الشيء على ما هو عليه، يخرج العلم بالمستحيلات مثل ( استحالة وجود شريك الباري) ونحن نعلم بها، والمستحيلات كما هو معلوم ليست بشيء
عرّف أبو بكر الباقلاني (ت ٤٠٣ هـ) بأنّه معرفة المعلوم على ما هو عليه، وهو أيضًا ضعيف من جهتين :
  1. أنه مشتمل على الدور، لأن المعلوم مشتقّ من العلم فبالنتيجة المعلوم يرجع إلى المصدر وهو العلم، اللهمّ إلّا أنه قام بشرح اللّفظ لا تعريف العلم بالحدّ والرسم.
  2. هذا التّعريف لا يصدق على الله سبحانه، لأن المعرفة اصطلاحًا هو العلم بعد الجهالة
نُسب إلى الشيخ الأشعري (ت ٣٢٤ هـ) تعريف العلم على نحوين :
تارةً يعرّفه بأن العلم هو الذي يوجب من قام به أن يكون عالمًا، بمعنى هو الشيء الذي يحصل عند الإنسان فيكون عالمًا
وتارةً يعرّفه بأنه ادراك المعلوم على ما هو عليه.
  1. وهو ضعيف أيضًا : فالتعريف الأوّل لا يفيد تصوّرًا زائدًا كما هو واضح
  2. والتعريف الثاني : يشتمل على الدور لأن المعلوم مشتقّ من العلم 

عرّف ابن فورك الأشعريّ (ت ٤٠٦هـ) العلم بأنه ما يصحّ ممن قام به اتقان الفعل، أيّ احكامه وتخليته عن وجوه الخلل
وهو ضعيف، لأن هذا التّعريف ناظر إلى ثمرة العلم، أي نتيجة العلم وما يترتّب عليه، ولم يعرّف حقيقة العلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق