الجمعة، 4 أغسطس 2017

نظرية المعرفة ؛ تعريف المعرفة

 تعريف المعرفة
-
المقصود بالمعرفة هنا هو (العلم) فهل العلم بحاجة إلى تعريف؟ 
الهدف من التّعريف هو رفع الابهام عن المُعرَّف وأن يكون المعرِّف أجلى وأوضح من المُعرَّف، فإذا كان مفهوم (العلم) من أجلى المفاهيم وضوحًا وبداهةً وتصوّرًا عند النّاس ، فهل يحتاج العلم إلى تعريف؟ 
-
ذهب الفخر الرازي (ت ٦٠٦ هـ) بأنّ العلم بديهي وهو مسغنٍ عن التعريف ونبّه على ذلك بوجهين :
  1. الوجه الأول : إنّ علم كل أحدٍ بأنه موجود ضروريّ، فهذا العلم يكون ضروريًا ولا يحتاج إلى دليل، فيكون علم الإنسان بوجوده هو (علم خاص) ؛ خاص بنفسه، فيلزم من العلم بالخاص العلم بالمطلق - من ناحية المفهوم- فيكون العلم بالكل سابقًا على العلم بالجزء، فيكون بدهيًا
  2. الوجه الثاني : لو كان العلم كسبيًا وليس ضروريًا، فإمّا أن يُعرَّف بنفسه أو بغيره، والأول باطل لاستلزامه للدور، وهو تعريف الشيء بنفسه والثاني باطل أيضًا لأن غير العلم يُعرَّف بالعلم أيضًا فمآله إلى الدور أيضًا وهو محال 
وهناك رأي آخر لأبي المعالي الجويني (ت ٤٧٨ هـ) يقول : أن العلم ليس ضروريًا بل هو كسبيّ (نظريّ) ولكن يعسر تحديده وتتبّعه الإمام الغزالي (ت ٥٠٥ هـ) فقال : يعسر تحديد العلم بعبارة محرّرة جامعة للجنس والفصل الذاتيين .
-
وهناك رأي آخر قائل بأنّ العلم نظريّ ويمكن تحديده، وقد ذكر له من الحكماء والمتكلمين والعلماء تعاريف شتّى أكثرها باطل وسنستعرضها في الدّرس القادم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق