السبت، 26 أغسطس 2017

القضية المعدولة والمحصّلة

القضية المعدولة والمحصّلة
-
أداة السّلب هي (الأدوات اللغوية مثل : لا ، ليس ، غير ..الخ) فإذا تركبت أداة السّلب مع لفظٍ محصّل (وجودي) بحيث صارت هي مع اللّفظ لفظًا جديدًا ومعنًا جديدًا فتصيّر هذه الأداة اللفظ معدولًا، فتعدل به الأداة من لفظ محصّل إلى غير محصّل كقولنا ( لا إنسان ) فالإنسان قبل دخول أداة السلب (لا) عليه هو أمر محصّل بمعنى أنه له وجود، ولكن بعد دخول أداة السلب عليه صار معناه عدم الإنسان فعدلت به إلى معنى آخر.
والسلب قد يتركّب مع جزء القضية أيضًا، فكما نعلم من الدروس السابقة إنّ القضية تتركّب من ثلاث أجزاء وهم الموضوع والمحمول والرابطة بينهما (النسبة)، فنسأل حينئذٍ أداة السلب تتركّب مع أي جزء؟ 
إذا تركبت أداة السلب مع محمول القضية صارت القضية ( معدولة ) فتكون مقاربة للقضية السالبة، لأنّ القضية السالبة لا ينظر إلى موضوعها كونه محصّل ( وجودي) أو لا، فالسلب في القضية السالبة أتى بعد الموضوع وكذا في معدولة المحمول أتى السلب بعد (الموضوع) إلّا أنّ الفرق بين السالبة والمعدولة أن أداة السلب في القضية السالبة دخلت على الرابطة فتكون رافعة للإيجاب فتصبح قضية سالبة، وأمّا المعدولة فتدخل أداة السلب على المحمول ولا يرفع ذلك إيجاب النسبة فتكون القضية المعدولة قضية موجبة ( معدولة المحمول)، فأداة السلب تتقدّم على الرابطة في القضية السالبة ويتأخر عن الرابطة في القضية المعدولة 
ومثال السالبة : ( الإنسان ليس هو حجر) ، فالإنسان ( موضوع ) ، هو ( الرابطة ) ، حجر ( المحمول) ، فأداة السلب (ليس) تقدّمت على الرابطة فتكون قضية سالبة 
ومثال المعدولة : ( الإنسان هو ليس بحجر) ، فأداة السلب ليس تأخرت عن الرابطة ودخلت على المحمول فتصبح قضية معدولة المحمول
وأمّا في حال لم يتلفظ بالرابط كقولك ( زيد كاتب) فأداة الربط ( هو ) لم يتلفّظ بها فتصبح قضية ثنائية، فاصطلح أهل المنطق في هذه حال دخول أداة السلب ( غير ) للمعدولة ..فتصبح قضية ( زيد غير كاتب ) معدولة ، ودخول ليس للقضية السالبة فتصبح ( زيد ليس كاتب ) قضية السالبة.
كما أنه يصحّ دخول أداة السلب على الموضوع فتكون [معدولة الموضوع] مثل قولك ( اللا إنسان جماد) ، ويصحّ أيضًا أن تكون في الموضوع والمحمول كقولك : (اللا إنسان لا ناطق) فتكون معدولة الطرفين 
وأمّا القضية الخالية من أي معدول تسمّى قضية محصّلة مثل قولك ( الإنسان ناطق) . 
وأمّا إطلاق لفظ ( القضية المعدولة) فيقصد بها معدولة المحمول فقط، لكثرة استعمالها لدى أهل الفن ، وأسبقيتها إلى الذهن. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق