السبت، 12 أغسطس 2017

المنفصلة الحقيقية ؛ مانعة الخلو ومانعة الجمع

المنفصلة الحقيقية ؛ مانعة الخلو ومانعة الجمع
قال المحقق الطوسي (رحمه الله): ومن المنفصلة -حقيقية- تمنع الجمع والخلو وتتألّف من قوّة طرفي النقيض.
-
الشرح : القضية المنفصلة تنقسم إلى أقسام ومن أقسامها (المنفصلة الحقيقية) والمنفصلة الحقيقية لها خصائص، ومن أهم خصائصها أنها تمنع الجمع والخلو ، فلا يجتمع طرفاها في الصّدق ولا يخلوان عن الواقع
تمنع الجمع : أي لا يجتمع طرفيها في الواقع 
تمنع الخلو : أي يمتنع خلو طرفيها عن الواقع 
كقولك : ( العدد إمّا زوج أو فرد) فلا يجتمعان في الواقع -في نفس العدد- ولا يخلو أحدهما منه .
وتتألّف الشرطيّة المنفصلة الحقيقية من قوّة طرفي النقيض، بمعنى إذا أتيت إلى الشيء ونقيضه ، فكل نقيض يعتبر في طرف مغاير عن الآخر . مثال : عدم الناطق في قوّة نقيض الناطق وهو الإنسان.
-
تنبيهات  : ١- وجود الشيء يلازم وجود الأعم معه، فإذا وجد الانسان  قطعًا وجد الحيوان
٢- الشيء يلازم وجود المساوي له ، فاذا وجد الانسان وجد الناطق
٣- الشيء لا يلازم وجود الأخص منه ، فاذا وجد الحيوان ليس بالضرورة أن يوجد الإنسان.
إذا عرفت هذا كلّه فنأتي لمحل البحث وهو ما تتركب منه القضية المنفصلة الحقيقية 
١- هل يمكن أن تتركب القضية الحقيقة من الشيء والأعم من نقيضه؟
٢-هل يمكن أن تتركب القضية الحقيقة من الشيء والأخص من نقيضه ؟
٣- هل يمكن أن تتركب القضية الحقيقة من الشيء وللمساوي للنقيضين؟
-
الجواب على الأول  :  لا يمكن أن تتركب قضية حقيقية من الشيء والأعم من نقيضه، لأن الشيء قد يجتمع مع الأعم من نقيضه ( فنقيض الإنسان هو اللاانسان) والأعم من اللاانسان هو الحيوان، فالإنسان والحيوان قد يجتمعان ، ونحن اشترطنا أن القضية الحقيقية أنها لا مانعة جمع وخلو. 
-
الجواب على الثاني : لا يمكن أن تتركب قضية حقيقية من شيء وأخصّ من نقيضه، فمثلًا لدينا ( لا انسان ونقيضه هو انسان والأخص من الانسان هو الكاتب فلا يمكن أن يجتمعا لأن اللاانسان ليس بكاتب ، لكن هل يمكن أن يرتفعا ؟ نعم يرتفعان ، فلا يكون هو  ليس بلا انسان ولا كاتب  ( ليس بلا إنسان = انسان) فنعم يمكن أن يرتفعا فتعني أنه انسان ليس بكاتب . 
-
الجواب على الثالث :  المساوي للنقيض هو بنفسه نقيض ، فاللاانسان نقيض الإنسان ، والإنسان هو الناطق ، فلا يجتمع اللاانسان مع الناطق ولا يرتفعان
-
الخلاصة : الشيء لا يجتمع ولا يرتفع إلّا مع نقيضه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق