الأحد، 6 أغسطس 2017

في تعريف المعرفة ؛ في تكملة ما ذكره الحكماء

ذكرنا سابقًا أن الحكماء عرفوا العلم بأنه حصول صورة الشيء لدى الذهن وذكرنا أنّ هذا التعريف لا يشمل العلم الحضوري ولا يشمل المعقولات الثانية المنطقية
ومن جهة ثالثة هذا التّعريف أيضًا لا يشمل المعقولات الثانوية الفلسفية ولبيان هذا المطلب لابدّ من ايضاح بعض الأمور
عروض الشيء لشيء على أقسامٍ ثالثة :

  1. عروض شيء لشيء في الخارج مثل عروض السواد على الفحم فكلاهما في الخارج ، وهما من المعقولات الأولية
  2. عروض شيء لشيء في الذهن مثل ( الإنسان كليّ) فالكلية في الذهن عارضة على مفهوم الإنسان في الذهن ، وهي من المعقولات الثانية المنطقية
  3. يكون عروضه في الذهن والمتصف به في الخارج مثل ( العلة والمعلول) فهي مفاهيم في الذهن والموجود الخارجي يتصف بهما مثل ( النار علة للاحراق) ، وهي المعقولات الفلسفية
والتّعريف الذي ذكره الحكماء لا يشمل المعقولات الفلسفية، لأن المعقولات الفلسفية ليست انعكاس مافي الخارج لدى الذهن فلا يوجد شيء في الخارج اسمه علّة ومعلول.


الجهة الرابعة : هذا التعريف لا يشمل الممتنعات
-
نحن نمتلك في الذهن مفاهيم ونعلم بها لكنّها ممتنعة ومستحيلة التحقق في الخارج مثل ( الدور والتسلسل) فهذه المفاهيم يدركها الذهن وليسا لهما وجود واقعي خارجي أصلًا ، وهنا يأتي السؤال هل علمنا بالمفاهيم الممتنعة هو نتيجة انعكاس ما في الخارج لدى الذهن ؟ الجواب : كلا . فلا يشمل هذا التعريف الممتنعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق